جاك وحبه الفاصوليا
كانت تعيش امرأة ارملة مع ابنها الذى يسمى جاك فى مزرعة صغيرة فى احدى البلاد ،وكان جاك يساعد امه كل يوم فى بعض الاعمال التى تقوم بها مثل تقطيع الاخشاب وازالة الاعشاب الضارة فى الحديقة وحلب البقرة ،ولكن على الرغم من كل العمل الشاق الذى يقومون به الام وجاك الا ان اموالهم قليلة ولا تكفى حتى لشراء فدان خاص بهم .
قالت الام لجاك :ماذا نفعل اليوم ليس لدينا ما يكفى من المال لشراء البذور للمزرعة هذا العام ؟ يجب علينا ان نبيع البقرة الموجودة لدينا ونضيف ثمنها للمال المتبقى لدينا حتى يكفى المال لشراء بذور لزراعة محصول جيد ، رد جاك قائلا : معك كل الحق يا امى ساذهب للمدينة وابيع البقرة ، وبالفعل اخذ جاك البقرة فى يده وخرج من باب الحديقة وسار فى طريقه متجها الى المدينة ثم قابل جاك رجلا مبتسم كبير فى السن فقال صباح الخير يا جاك ، رد جاك على الرجل وهو يتساءل فى نفسه كيف عرف اسمه قائلا : صباح الخير عليك ، فرد الرجل على جاك :اين انت ذاهب فى هذا الصباح ، فرد جاك : انا ذاهب الى السوق لبيع بقرة لدينا .فرد الرجل بصوت منخفض : حسنا انت ابنا مفيدا ،ثم قال لجاك لدى صفقة خاصة لولد شاطر مثلك ، ثم نظر الرجل حوله ليتأكد من عدم مراقبة احد له وفتح يده لجاك لاظهار ما فيها ، وقال الرجل لجاك ان تلك البذور سحرية وهي ثلاثة بذور فاصوليا ، وقال لجاك ايضا انه اذا زرعها فى الليل ففى الصباح تنمو وتكبر لتصل الى السماء ويمكن لجاك ان يتاجر بالمحصول التى ستنتجه تلك البذور السحرية ويشترى بقرة اخرى بدلا من التى سيبيعها .فرد جاك على الرجل قائلا : حقا هذا ما سيحدث ،هل انت متأكد ان تلك البذور سحرية ؟ ، فرد الرجل عليه قائلا : نعم بكل تأكيد ، واذا لم تتحول تلك البذور الى ثمار جميلة فيمكن ان اعيد اليك البقرة ، وبالفعل اخذ جاك البذور واعطى الرجل البقرة وعاد مسرعا الى والدته فرحا .
فسالته الام :لماذا عدت سريعا ما الذى حدث ؟ ، فابتسم جاك ووضع يده فى جيبه واخرج البذور الى امه واخبرها بأن تلك البذور سحرية ويمكن عند زراعتها فى الليل ان تصل الى السماء فى الصباح ، فنظرت اليه الام وبكت وقالت :اوووه ما تلك السخافة يا جاك ! كيف يمكن لك ان تتخلى عن البقرة فى مقابل ثلاث حبوب فقط تلك حبوب تافة وليست سحرية .صعد جاك الى غرفته الصغيرة فى الطابق العلوى ورمى البذور في الحديقة من نافذة غرفته وجلس يقول اننى احمق كيف لى ان افعل ذلك كيف ان اكسر قلب امى ثم نام جاك ، وفى صباح اليوم التالى عندما اسيقظ جاك من النوم قفز من السرير وفتح النافذة لينظر الى البذور ثم وجد انها بالفعل كبرت البذرة واصبح لها اوراق كبيرة وملتوية مثل الدرج وكونت تلك البذور طريق طويل .فخرج جاك ليرى ما هذا الطريق والى اين ينتهى فوجد ان نهاية هذا الطريق توجد قلعة ،فركض جاك فى الطريق لكى يصل الى القلعة ، ثم عندما وصل جاك الى القلعة وجد الباب مفتوح وتوجد سيدة عملاقة داخل القلعة ولها عين واحدة موجودة فى وسط جبينها !وعندما رآها جاك حاول ان يهرب لكنها قبضت عليه وقام الحرس الخاص بالقلعة باقتياد جاك الى داخل القلعة ، وكانت السيدة العملاقة ليست سيئة للغاية ، فقد احضرت لجاك وجبة الافطار لكن جاك لم يفضل تناول تلك الوجبة .وفجأة حدث ضجيج !فاذا به شخص قادم للقلعة ،فقالت السيدة العملاقة :رباه انه زوجى ، لم اقم بتحضير الافطار له فاسرعت مع جاك لتحضير الاطباق و الحليب ليتناول زوجها العملاق الافطار .فقال زوجها : ان جائع واريد ان اتناول المزيد من الطعام هل يوجد لدينا اطفال لآكلهم وآخذ عظمهم واطحنه لكى اصنع الخبز ، فردت علية الزوجة لا يوجد لدينا اطفال للاكل يجب ان تتناول طعامك ثم تأخذ حمامك فى موعده .وبالفعل تناول العملاق الطعام ثم اخذ حمامه وبعدها نام و قالت العملاقة لجاك :ان زوجها يفضل نوم قليلا بعد تناول وجبة الافطار ، ثم عادت السيدة العملاقة الى مطبخها ومعها جاك وكان بيدها سلة مليئة بالبيض الذهبى يخرج من دجاجة بيضاء كانت تمسكها تلك السيدة ، ثم اخذت السيدة العملاقة الدجاجة والبيض ووضعتهم بخزانة مليئة بالبيض الذهبى .وعندما ذهب العملاق فى النوم كاد جاك ان يهرب ويتسلل من المطبخ لولا ان سمع بكاء الدجاجة البيضاء فتنهد وشفق عليها وعاد مرة اخرى الى القلعة ثم امسك بالدجاجة وبدأ يغنى لها ،وفجأة استيقظ العملاق على صوت جاك وهو يغنى للدجاجة ! فركض جاك باسرع ما يمكن من الطريق الذى اتى منه الى القلعة لكن العملاق كان يركض وراءه بسرعة كبيرة ،وفجأة ظهر العملاق لجاك من بين غيوم اوراق الشجر العملاقة فخاف جاك ! وزمجر العملاق بصوت مرعب ثم قال لابد من ان آخذ عظامك واطحنها لتحضير الخبز المفضل لى .وكان العملاق يتأرجح على فرع شجرةالفاصوليا التى اهتزت بسبب وزن العملاق الضخم ،فتراجع جاك للخلف وصعد اسفل شجرة الفاصوليا باسرع ما يستطيع ولكن العملاق كان وراءه ، اقترب جاك من منزله فنادى على امه بصوت عالى قائلا : يا امى احضر لى فأس بسرعة ! فاسرعت الام وفى يدها الفأس وهى فى حالة من الذهول والخوف على جاك .قفز جاك وبدأ يقطع فى جذور شجرة الفاصوليا لكى لا يصل اليه العملاق و بالفعل بدأت شجرة الفاصوليا فى الانهيار بمجرد تقطيع الجذور وذهب العملاق بعيدا عن منزل جاك لكن الدجاجة البيضاء التى غنى لها جاك سقطت عند منزل جاك وشكرت جاك كثيرا لان العملاق كان يحبسها فى الخزانة الموجودة بالقلعة كل يوم .واصبحت تلك الدجاجة ملكا لجاك وامه ، وكانت تبيض البيض الذهبي الذي كان يبيعه جاك ليعيش مع امه والدجاجة في سعادة وفرح .
الرجوع الى المكتبة